التاجر محمد
كان هناك تاجر يدعى محمـد عُـرف في قبيلته بذكائه وفطنتـه في التجارة . وكان البدو يأتمنـونه على أموالهم فيتاجر لهم بها ويأتيهم بالربـح الوفير . وكان يتميز بالقـوة البدنية ويشهد له بالشجاعة .
وفي إحدى رحلاته التجارية وصل التاجر محمـد إلى قـرية فبـاع بضاعته واشترى من أهلها ما لديهم من بضائع ، وجنى الـربح الكثير وكان في تلك القرية لصان يراقـبان التاجر ويريـان مـا جنى من أموال .فقررا أن يسـرقا ماله، إلا أنهما خافـا من أن يواجها التاجر مباشرة فيتغلب عليهما خاصة وأنه كان يحمل سـلاحه كما أن بنيتـه تدل على قـوته وشجاعته ، فقررا أن يستوليا بالخديعـة والمكر . وأخذا يسيران خلف التاجر الذي ركب جمله بعد أن انتهى من تجارته وتوجـه نحـو الصحراء .
اتفق اللصـان أن يدعي أحدهما الموت وأن ينادي الآخر على التاجر مستغيثاً به ، فإن نـزل من على جمله فإنه ولابد يترك سـلاحه هناك، وقرر أن يطلب اللص من التاجر أن يساعده في حمل صديقه المدعي الموت على أن يمسك التاجر باللص من رأسه وأن يمسك اللص الآخـر به من رجله بحجـة حمل الميت إلى القـرية وعندها سيمسك اللص المدعي الموت بالتاجر من رأسـه وسيهجم عليه الآخر من خلفهكان هناك تاجر يدعى محمـد عُـرف في قبيلته بذكائه وفطنتـه في التجارة . وكان البدو يأتمنـونه على أموالهم فيتاجر لهم بها ويأتيهم بالربـح الوفير . وكان يتميز بالقـوة البدنية ويشهد له بالشجاعة .
وبـدأ اللصان في تنفيذ الخدعـة فنام أحدهما متظاهراً بالمـوت وأخذ الآخر يصرخ ويستغيث بالتاجر ويطلب المساعدة لأن صديقه قد مات ، فما كان من التاجر إلا أن نزل من على جمله وتوجـه إلى الرجل الذي يستغيث يسأله عن أمـره ، فقص عليه اللص قصته وطلب منه أن يساعده في حمل صديقه الميت إلى القرية وطلب من التاجـر الذي غلبه الحزن على هذا المصاب أن يحمل الميت من رأسـه وسيحمله هو من قدمه كما خطط اللصان .
فغل التاجر ما طلب منه اللص وسـاعده في حمل صديقه إلا أن المفاجـأة كانت أن اللص الذي كان يدعي الموت قد مات فعلاً ، لذلك فإنه أثناء حمله لم يقم بمـا كان متفقاً عليه وأخذ اللص الآخر ينتظر دون جدوى ، فأدرك اللص أن صديقه قد مات فعلاً فما كـان منه إلا أن أجهش في البكاء وأخذ ينتجب وطلب من التاجر أن يضعا الميت في ظلّ إحدى الأشجار وهو لا يزال ينوح على صاحبه ، ويطلب الصفح من التاجر فاستغرب التاجر حال الرجل .
أخبر اللص التاجر بأمر المكيدة وكيف أنـه وصـاحبه قـد مكرا إلا أن الله أمكر الماكرين ، وأن كيدهم قد رد عليهم ، وأبدى اللص ندمـه . فما كان إلا أن عفا التاجـر عنه وتركه لحال سبيله وقد نوى الاسـتقامة والتوبة والنـدم .
المزيد من القصص
|